دراسة إشکالیة اللغة والثقافة فی المهجر (إشکالیة اللغة العربیة وثقافتها للاجئین العرب فی مشهد المقدسة نموذجاً)

قد تُواجه اللغة والثقافة ــ بوصفها ظاهرة متشابکة وکموجود حیّ ــ بعض التحدیات خلال نزوحها من موطنها الأصلی. وقد برزت هذه الإشکالیة للغة العربیة والثقافة الخاصة بها خلال هجرتها من جنوبی البلاد إلی مشهد المقدسة، خلال الحرب المفروضة بین أعوام 1988-1980 للمیلاد وما بعدها، بحیث تأثرت لغة اللاجئین العرب وثقافتهم بعض التأثیر من الفارسیة وبثقافة المواطنین المشهدیین، وأخذتا تسیران نحو الزوال والإندماج؛ ویبدو أن مسؤولی هذه المدینة والمخططین اللغویین، یمکنهم الحد من هذه التحدیات أمام اللغة العربیة وثقافتها، بإحالتها إلی فرص مغتنمة، وإستخدامهما لتخیصب دائرة السیاحة وإنعاشها. وقد جاء البحث لیدرس التحدیات التی تعرّضت لها اللغة العربیة وثقافتها فی المهجر وهو علی صدد تقدیم الحل الحاسم للحیولة دون إزاحة هذه اللغة والخطر الذی ِیهدد هذه الثقافة فی احتکاکها بالثقافة الفارسیة. وقد إعتمد البحث علی مدار تحلیل المضمون، بعد جمع المعلومات علی منهج المقابلة. وتشیر نتائج الدراسة الی أن اللغة العربیة وثقافتها الخاصة باللاجئین العرب فی مشهد المقدسة، قد تجاوزت مرحلة المکافئة عقب إنتقالها من موطنها وبسبب إحتکاکها باللغة الفارسیة وثقافة المجتمع الجدید تنحو نحو الزوال، غیر أننا یمکننا الحد منها، عبر إجراءات تنفیذیة ومنها إعطاء المکانة الإجتماعیة لهذه اللغة وإحیاء الثقافة العربیة والإحتفاظ بالآداب الخاصة بالمهاجرین عن طریق إقامة المهرجانات العربیة والمعارض لعرض صنائعهم الیدویة ومراسیمهم المتعلقة بهم، ما تساعدنا علی تخصیب وإنعاش الدائرة السیاحیة.